تعرفــون هذه النوعيــة من البشــر الذين لا يعنيــهم أي شيئ فى الحيـــاة سوى قولبـــة الناس وتصنيفهــم على هواه الشخصــي :
هذا كافر ، وهذا مُلحد ، وهذا أحمق ، وهذا غبي ، وهذا معدوم الموهبة ، وهذا قذر ، وهذا ضــال ، وهذا يتبع منهجــاً خاطئــاً ، وهذا لن يشم رائحة الجنـــة ، وهذا شكله عجيب ، وهذا غريب الأطوار ، وهذه لم تتــزوج بعــد لأنها غير بريئة ، وتلك تبـــدو متحررة أكثر من اللازم .. إلخ ..
صديقي ، أنت بشــر .. جثة متحركة تسيــر على قدميـــن ، سينتهى بك الحال إلى قبـــر مُظلم .. لست إلهــاً ، وليس دورك أن تقيـــّم أي أحد على الإطلاق .. عِش حيــاتك بالقيـــم التى تحب أن تعيش بها ، وترى أنها الأصح – من وجهة نظــرك أنت – ولا تتدخــل فى حيــاة الآخرين ولا تحـــدد مصــائرهم على الإطلاق ..
الناس خلقهــم الله مختلفيـــن بإرادته ، وليس دورك اطلاقاً أن تقيّم الناس وفقــاً لقيمك وأهواءك وطموحاتك ونظرتك عن الحيـــاة وادواتها وكيفية التأقلم معهــا .. لا تتجــاوز حدودك ، ولا ( تفــرض ) تصــوراتك عن الحيـــاة على غيــرك أبداً ..