أهمية تعلم البرمجة للطلبة في التعليم المتوسط أو التوجيهي هو موضوعنا في هذه المقالة و التي تتطرق الى جوانب مهمة عن تعليم البرمجة للطلاب في السنوات المبكرة من حياتهم، إذ لا يخفى على أحد الان، أن البرمجة هي واحدة من أهم المهارات المطلوبة في سوق العمل حاليا، كما أنّها أساس العديد من الثورات التقنية التي غيرت ملامح حياتنا، مثل الذكاء الاصطناعي وشبكة الإنترنت والسيارات الذكية وغيرها، ويصعب أن نتصور اليوم أيّ مجال تقني لا تكون البرمجة جزءًا أساسيًا منه.
سنناقش في هذا المقال لماذا أصبح تعليم البرمجة للطلبة في التعليم المتوسط أو التوجيهي ضروريًا لمواكبة التطورات المتسارعة من حولنا، وتجهيز أبنائنا للمستقبل.
لماذا تكمن أهمية تعلم البرمجة للطلبة في التعلم قبل الجامعي؟
أصبحت المدارس في مختلف دول العالم تدخل البرمجة في برامجها ومقرراتها الدراسية، لماذا تفعل ذلك؟ وما هي فوائد و أهمية تعلم البرمجة للطلبة الأطفال والتلاميذ؟ سنحاول أن نستعرض في هذه الفقرة أهم أسباب ذلك:
- مواكبة العصر: للأسف، تأخرت الدول العربية في احتضان البرمجة في مختلف المسالك التعليمية، ما أدى إلى نقص كبير في الكفاءات العربية في مجال البرمجة، هذا يعني أنّه سيكون هناك طلب كبير جدا على المبرمجين مستقبلا، إنّ تعليم ابنك أو ابنتك البرمجة سيفتح أمامه آفاقًا مهنية واسعة، ويمكّنه من التحكم في الأدوات الرقمية والتكنولوجية.
- التفكير الحسابي (computational thinking): تعتمد البرمجة على نوع خاص من التفكير يُسمى التفكير الحسابي، والذي يسعى إلى تفكيك المشاكل إلى وحدات جزئية يمكن للحاسوب أن يفهمها وينفّذها. هذا النوع من التفكير يعزّز الإمكانيات الذهنية للطفل، ويساعده على اكتساب بعض المهارات المهمة، مثل القدرة على حل المشاكل، وتعلم كيفية تقسيم المهام، والتفكير المنطقي، وتصحيح الأخطاء. كل هذه المهارات مهمة جدا، وستنفعه مستقبلا، سواء في حياته الشخصية والاجتماعية، أو في حياته المهنية.
- التشجيع على الإبداع: إنّ تعليم ابنك البرمجة سيسَاعده على اكتساب طريقة جديدة للإبداع، فالبرمجة هي واحدة من القطاعات القليلة التي يمكن للطفل أن يبدع فيها في سن مبكرة. بل ويتفوق فيها، والدليل على ذلك أننا نسمع من حين لآخر عن أطفال صنعوا برامج وتطبيقات تجارية ناجحة، مثل الطفل الإنجليزي الذي طور تطبيقا للقراءة في عمر 17 سنة، وباعة لياهو بثلاثين مليون دولارا. وهذا الأمر لا يمكن أن نتصوّر حدوثه في مجالات أخرى، فقطاعات مثل الهندسة والطب وغيرها تتطلب سنوات طويلة من التعلم قبل أن يستطيع الطالب الإبداع فيها، وذلك على خلاف البرمجة، إذ يمكن له أن يتعلمها بسرعة، ويبدع فيها في وقت قصير.
- تعلم التحليل: البرمجة تشبه نوعا ما لعبة اللوغو الشهيرة التي يلعبها الأطفال، حيث يجمّعون القطع معا لتكوين أشكال معقدة. وهو الشيء نفسه الذي يفعله المبرمج، إذ أنّه يجمّع الأكواد والشيفرات، ثم يربطها معا لتشكل برامج معقدة ومتطورة. فكما أنّ لعبة اللوغو تساعد الطفل على تعلم التحليل والتنسيق بين مختلف الأجزاء، فإنّ البرمجة تفعل الشيء نفسه، ولكن على نطاق أوسع وأشمل.
- التعلم من الأخطاء: من الأمور التي يواجهها المبرمجون كثيرا أثناء تطوير برامجهم هي الأخطاء البرمجية، هذه الأخطاء قد تكون أخطاءً في صياغة شيفرة البرنامج، أو في منطق الشيفرة، أو المقاربة المُتبعة، أو طريقة ربط أجزاء الشيفرة. في جميع هذه الحالات، سيكون على المبرمج أن يراجع شيفرته بتمعن، ويبحث عن الأخطاء التي ارتكبها لكي يصححها، فالبرمجة علم قائم على التعلم من الأخطاء، والاختبار الدائم للبرنامج، لذلك فإنّ تعليم الأطفال البرمجة سيدرّبهم على التعلم من أخطائهم، ورصدها وتصحيحها. لأنّ الأخطاء في البرمجة لا تُعد فشلا، وإنما تعد تحديات. وهذا على خلاف المواد الدراسية الأخرى، التي قد تعاقب على الأخطاء، وتعدّها تقصيرا أو ضعفا في التلميذ.
- البرمجة ممتعة: لو طلبت من مجموعة من الأطفال أن يركضوا في حصة رياضية لمدة 10 دقائق، فَستجد صعوبة في إقناعهم بإتمَامها، لأنهم سيملون غالبا. لكن لو أعطيتهم كرة، وطلبت منهم أن يلعبوا مباراة لكرة القدم، فيمكن أن يركضو خلال المباراة لمدة طويلة دون أن يشعروا بالملل، وربما ستجد صعوبة في إيقافهم، السبب في ذلك أنّ الأطفال يجدون كرة القدم ممتعة، لذا لا يملون، ويمكنه أن يلعبوها لمدة طويلة موازنة بحصة ركض عادية. الشيء نفسه يحدث مع المواد الدراسية العلمية الأخرى، إذ تشير الاستطلاعات إلى أنّ معظم التلاميذ لا يحبون الفصول العلمية، خصوصا الرياضيات (36%). لكن هناك استثناء واحد، وهي البرمجة وعلوم الحاسوب، إذ تشير الدراسات إلى أنّ البرمجة وعلوم الحاسوب هي التخصص العلمي الوحيد الذي يحبه التلاميذ (54%). البرمجة علم يشمل الرياضيات والكثير من العلوم الأخرى، لذلك فتعليم التلاميذ البرمجة خيار مثالي، لأنها تعلمهم الرياضيات والمواد العلمية في قالب يحبونه ويجدونه ممتعا، فهي إلى العلوم ككرة القدم إلى الركض، لأنها تدربهم عليها في قالب ممتع.
من المهم تطلع على : لماذا تفشل الجامعات في تأهيل الطلاب لسوق العمل ؟
مصادر تعلم البرمجة
هناك العديد من المصادر الممتازة لتعلم البرمجة، سواء للمعلمين والأساتذة، أو للتلاميذ. من أفضل تلك الوسائل الدورات التعليمية، وهي دروس أونلاين مُصوّرة يشرف عليها مبرمجون وخبراء محترفون، وتشمل كافة مجالات البرمجة والتطوير. الدورات التعليمية وسيلة ممتازة لتعلم البرمجة، لأنها تفاعلية، حيث يمكنك التواصل مع المشرف على الدورة بشكل مباشر. كما أنّها عملية، إذ لن تحصل على المعلومات والمعارف النظرية وحسب، ولكن ستتعلم كذلك كيفية تطبيقها في أمثلة ومشاريع عملية. هناك ميزة أخرى للدورات التعليمية، وهي أنّها لا تتطلب أيّ معارف مسبقة، فكل ما تحتاجه هو الحاسوب وشبكة الإنترنت.
أحد أفضل الأمكنة لإيجاد الدورات التعليمية في مجال البرمجة هي أكاديمية حسوب، وهي منصة تعليمية تتيح مجموعة من الدورات التعليمية باللغة العربية، وتجمع بين الجانب النظري والجانب العملي والتطبيقي .
من أمثلة الدورات التعليمية التي توفّرها أكاديمية حسوب، دورة علوم الحاسوب وهي دورة تعطيك معرفة متقدمة بأهم مواضيع علوم الحاسوب، بدءًا من مكونات الحاسوب والتفكير المنطقي وأبسط المفاهيم البرمجية إلى المفاهيم المتقدمة وحتى المواضيع الأكثر تقدماً مثل أنظمة التشغيل، قواعد البيانات وعالم الويب.
تقدم أكاديمية حسوب أيضًا قناة على يوتيوب تحتوي فيديوهات تعليمية قصيرةً عن البرمجة. كما توفر الأكاديمية مجموعة كبيرة من الكتب والمقالات التعليمية في كافة مجالات البرمجة، مثل روبي وبايثون وجافاسكريبت وجافا، إضافة إلى مقالات في مجالات تطوير التطبيقات وبناء المواقع والشبكات وغيرها.
إحدى ميزات تعليم البرمجة للتلاميذ أنها تجعلهم مستعدين بشكل أفضل للمستقبل، وقادرين على اقتحام سوق العمل، وإيجاد فرص عمل جيدة في هذا المناخ الاقتصادي التنافسي. فبالإضافة إلى أنّ البرمجة مهارة مطلوبة في سوق العمل، سواء في القطاع الحكومي، أو في القطاع الخاص. توفر البرمجة للطالب فرصة العمل كمستقل، إذ يمكن أن يعمل عبر شبكة الإنترنت في مشاريع على منصات العمل الحر. مثل منصة مستقل، وهي أكبر منصة للعمل الحر في العالم العربي، حيث يمكن أن يعمل فيها على مشاريع متعلقة بالبرمجة، وهذا سيحقق له مصدر دخل جيد، ويساعده على تطوير مساره المهني.
إن تعلم البرمجة أصبح مثل تعلم القراءة والكتابة، فهي مهارة ضرورية، وستزداد أهميتها مستقبلا، لذلك من المهم أن يحرص أولياء التلاميذ على أن يتعلم أطفالهم هذه المهارة في سن مبكرة، حتى لا يجدوا أنفسهم متخلفين عن أقرانهم مستقبلا.
في حالة تريدون أي مساعدة حول الموضوع اطلبها مباشرة عبر تعليق أسفل الموضوع، أو تواصل معنا عبر الفيسبوك التعلم الحر EDLibre فريقنا دائما على استعداد للإجابة على استفساراتكم و تساؤلاتكم في أقل وقت ممكن. لا تنسى متابعتنا عبر انستجرام، تويتر و تلجرام.