كيف يمكننا ان نتحدث عن ابرز الشخصيات التاريخية و المغربية بالتحديد ولا نذكر جلالة الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه الذي لازال و سيظل في قلوب و عقول المغاربة اجمع للابد.
هو الحسن الثاني بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن محمد بن عبد الله الخطيب بن إسماعيل بن مولاي علي الشريف العلوي، من مواليد مدينة الرباط يوم 9 يوليوز 1929، حيث نشأ من طرف والده جلالة المغفور له الملك محمد الخامس على القيم الإسلامية والعربية والوطنية الأصيلة من جهة، وعلى مبادئ الحضارة الإنسانية المعاصرة من جهة أخرى، والمتمثلة آنذاك في مبادئ الثقافة الفرنسية وتقاليدها..
ألحقه والده أولا بالمدرسة القرآنية بالقصر الملكي سنة 1934، حيث تمكن من حفظ القرآن الكريم، وتشرب لغته ومعانيه في سن مبكرة. ثم ولج بعد ذلك أسلاك التعليم العصري، وتوّجه بالحصول باستحقاق على شهادة الباكالوريا سنة 1948، وأتم تعليمه الجامعي بتفوق في مدينة بوردو الفرنسية،حيث حصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون العام سنة 1951.
وقد نما مولاي الحسن وترعرع في خضم مقاومة المستعمر الفرنسي والإسباني، فانخرط منذ نعومة أظافره في العمل الوطني مع والده، منشغلا بمستقبل الوطن، حريصا على بناء الدولة المغربية بما يوافق أصالة تاريخها ويناسب عراقة الأسرة العلوية الشريفة،
وبعد وفاة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس يوم 26 فبراير 1961، تمت مبايعة الملك الحسن الثاني ملكا على المغرب، يوم 3 مارس 1961. و دام حكمه للمغرب 38 سنة، قضاها رحمه الله في بناء دولة عصرية، تتوفر على المؤسسات الضامنة لوحدتها واستقلالها، والهياكل والأجهزة الكفيلة باستمرارها ونموها، وتدبير شؤونها.
تميزت فترة حكمه بحصول المغرب على استقلاله وذلك كان سنة 1975 حيث أمر جلالته بتنظيم مسيرة سلمية لتحرير الصحراء المغربية ضمت حوالي 350 ألف مغربي ومغربية اجتازوا حدود “الصحراء الغربية” حاملين كتاب الله و العلم المغربي، وكانت بحق حدثا مغربيا عظيما لن ينسى.
كان الرجل الصارم ، القوي ، الشجاع ، الداهية ، صراحة يعجز اللسان و القلم عن وصف ذلك الرجل الذكي الذي أبهر العالم بعبقريته،بحنكته ودهائه السياسي منذ ريعان شبابه.
استطاع أن يرسي أسس الدولة المغربية الحديثة مستعينا بالقيم الاسلامية الشريفة. وقد كان له الفضل في إحياء مجموعة من السنن الحميدة التي دأب عليها المسلمون ومنها على وجه الخصوص تنظيم الدروس الحسنية التي كانت ولا تزال محجا لأقطاب الفكر الإسلامي من جميع الأماكن، و مناسبة للحوار بين جميع المذاهب الإسلامية. ودعم جلالته بناء المساجد بكل أنحاء العالم وخاصة في إفريقيا مثل السينغال وغيرها من البلاد الإفريقية. و شجع جلالته ايضا بناء المساجد بكل أنحاء المملكة المغربية، كان أهمها على الإطلاق: التحفة الفنية الجميلة التي خص بها مدينة الدار البيضاء سنة 1986، إذ سيظل مسجد الحسن الثاني بهذه المدينة شاهدا على عبقريته.
توفي جلالته يوم الجمعة 23 يوليوز1999 اثر نوبة قلبية مخلفا وراءه نظاما ساهم في تنشئة دولة عصرية تتطلع لمغرب مشرق و نام في جميع المجالات.