العالم – World
قبل جيل مضى، نجا البشر من الإبادة النووية بأعجوبة، ولا شك أننا سنستمر في تفادي ملاقاة هذا المصير وغيره من الخيارات المرعبة. لكننا غالباً ما نجد أنفسنا نتساءل عما إذا تسببنا، من دون قصد، في زرع السموم في كوكبنا أو في تدميره، بما في ذلك تدمير أنفسنا، إضافة إلى إساءتنا استخدام المياه والتربة إلى درجة انخفض مخزونها بشكل كبير، وتسببنا في زوال آلاف الكائنات الحية التي من المرجح أننا لن نراها مرة أخرى. وتحذر بعض الأصوات من أن عالمنا يمكن أن يؤول إلى شيء شبيه بعقار فارغ، تعيش فيه الغربان وتسرح الجرذان بين أعشابه الضارة باحثة عن فريسة. ولكن إذا وصل العالم إلى تلك الحال، فما هي المرحلة التي تكون الأشياء قد مرت فيها، والتي قد لا نكون في عداد الأقوياء الناجين منها على الرغم من ذكائنا الذي نتبجح به؟
ربما كان ذلك أمراً مستبعداً، ولكن يسعنا القول، على سبيل النقاش، إنه ليس بالأمر المستحيل. فكم سيتطلب الأمر من وقت لاسترجاع الأرض المفقودة وعودة الأرض إلى ما كانت عليه في عهد سيدنا آدم؟ هل ستتمكن الطبيعة يوماً من محو آثارنا كلها؟ كيف ستتمكن من إزالة مدننا الضخمة وبنيتنا التحتية وتقلل من الكميات الضخمة من المواد الصناعية البلاستيكية والسمّية وإعادتها إلى عناصرها الأولى الحميدة؟
إنها مقاربة مبتكرة بكل ما في الكلمة من معنى في طرح أسئلة حول تأثير البشرية في كوكب الأرض، وكيف سيكون شكله بدونها.
العالم من دوننا كتاب من تأليف آلان فايسمان .