للحرية معان عدة و كل يراها حسب منظوره الخاص، فهناك من يقول بأن إحساسه بالحرية يكمن في تواجده مع أصدقائه أينما كانوا لأن ذلك يكسبه طاقة التحدث والتعبير الحر عن مكنوناته الداخلية حيث لا وجود لرقيب يطلق عليه إحكاما معينة، وهناك من يرى بأن الحرية هي تلك القدرة على القيام بما تشتهيه النفس سواء كان لائق أو غير لائق، مباح أو محرم بعيدا عن التقيد بالاعتقادات الدينية والاجتماعية بصفة عامة,وهناك من يظن بأن الحرية تدخل فيما يسمى بالاكتفاء الذاتي للنفس حيث لا يحتاج الشخص لأحد آخر لقضاء حوائجه، سواء كان احتياجا ماديا أو معنوي، فيعتقد بذلك انه حر.
لكن بعيدا عن النقاشات الفلسفية و عن ربط مفهوم الحرية باحتياجاتنا الخاصة، للحرية معان أسمى من ذلك كله، هي تحرير الأفكار من كل ماهو سلبي، تحريرها من المعتقدات الاجتماعية السلبية الخاطئة التي تؤثر سلبا على الفرد العلاقات والمجتمع ككل، تحريرها من التصديق بالخزعبلات الخيالية إلى ماهو منطقي أكثر، تحريرها من الشك والنقاشات الغير هادفة..
فتحرير الفكر يتجلى في تغذيته بالعلم و المعرفة، في اكتساب اللغات، في دراسة المجتمعات الأخرى والتنوع الثقافي المذهل للكون، في دراية ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا عالية ومتطورة، وفي التأمل والتدبر فيما أبدعه الله وصوره على أرضه.
فالوعي بهاته الأشياء ومحاولة القيام بها يغني الإنسان عن التفكير في أمور أخرى أتفه ويحرر تفكيره وعقله فيذهب به إلى أبعد الحدود.
بالإضافة إلى الجسد كذلك الذي يصبح حرا حين نقوم بتسخيره فيما يرضي الله أولا بممارسة الطاعات ومختلف العبادات على أكمل وجه، بممارسة الأنشطة الاجتماعية بكل أنواعها كالأعمال التطوعية الخيرية ومختلف المساعدات الأخرى التي تشعرك بالفخر مهما كانت بسيطة، بالرياضة لمنافعها الكثيرة وغير ذلك من الأنشطة التي تحارب الكسل و الخمول.
للروح و الجسد علينا حق فكلما أشبعتهم بما خلقوا لأجله كلما أغمروك بالرضا الذي يولد الإحساس بالحرية الصادقة الحقيقية
لذا ارتق بأفكارك، ارتق بأفعالك واختر الأفضل دائما حتى لو لم تكن لديك خيارات أخرى…