عندما نتحدث عن السعادة والنجاح في الحياة فالذكاء العاطفي يلعب دورا مماثلا كالذي يلعبه المستوى التعليمي للانسان، فماهو الذكاء العاطفي؟ وإلى اي حد يمكن القول بانه مهم في حياتنا؟
هو مصطلح قدم من طرف دانييل جولمان في كتابه «الذكاء العاطفي» هذا الموضوع الذي اشتهر في الاونة الاخيرة و اصبح من اكثر الموضوعات تداولا، فالنسبة لجولمان الذكاء العاطفي هو تلك القدرة على: معرفة، فهم، تنظيم، واستعمال الاحاسيس بشكل ايجابي دائما.
باختصار هو مجموعة من القدرات التي تتمثل في:
ـ السيطرة على القلق و التحكم فيه
ـ التحفيز الذاتي لنفسك
ـ الرأفة في التعامل مع الاخرين، فهمهم، التواصل الفعال معهم، والانصات لهم
ـ التمكن من انجاح علاقاتك الاجتماعية
ـ التغلب على التحديات و المشاكل وإلغاء الصراعات من حياتك
عالج جولمان هذا الموضوع و قال بان احاسيسنا تلعب دورا مهما في حياتنا، في افكارنا، في اتخاذنا للقرارات و في نجاحنا الفردي، الذكاء العاطفي اذن يساعد على بناء علاقات اقوى، يساعد على النجاح في الحياة الشخصية و العملية، ويساهم في تحقيق الاهداف جميعها.
هناك من سيقول بان كفائته الفكرية و القدرة الثقافية المتاحة اليه كفيلة لبلوغه قمم النجاح، لكن جولمان ينفي هذا الامر اذ للذكاء العاطفي نفس الاهمية كذلك، فكفائتك الفكرية ستساعدك على النجاح و الانتقال من مرحلة الثانوي نحو الجامعي نعم، لكن، الذكاء العاطفي هو قدرتك على فهم و التعامل مع الاحاسيس السلبية التي تغمرك يوم الامتحان من خوف و توتر وتجاوزها. اذن هو التعامل والتحكم والاستخدام الذكي للعواطف في سبيل تحقيق الهدف. فغياب الذكاء العاطفي من حياتنا يؤثر على مجموعة من الجوانب مثل:
ـ اداؤك في عملك: يجب ان تكون ملهما لنفسك و للاخرين معك
ـ صحتك الجسدية: فعندما لا تقدر على التحكم في قلقك و توترك فإنك تعرض نفسك للاصابة بامراض شتى كضغط الدم و السكتات القلبية
ـ صحتك الذهنية: كمعانتك من الكآبة والقلق الدائم، واحساسك بالوحدة والعزلة لعدم وجود اية علاقات اجتماعية ناجحة لديك
الذكاء العاطفي قدرة للجميع الحق في اكتسابها وذلك عبر الخطوات الاتية:
ـ القدرة على معرفة الاحاسيس وعدم تركها للتغلب عليك، (الاحاسيس السلبية)
ـ المشاعر الطيبة والإيجابية اتجاه الاخرين والتسامح والتعاطف معهم
ـ الإرادة، التفاؤل والثقة بالنفس
ـ تقبل الرأي الآخر كيفما كان
ـ حل المشكلات بطريقة سلمية هادئة و ايجابية…
عندما يصبح لدى الشخص نسبة ذكاء عاطفي عالية يصبح قادرا على درايته باحاسيسه، استخدامها كيفما يشاء و يكتسب القدرة في معرفة احاسيس الاخرين كذلك مما سيمكنه من جذبهم اليه، فنحن لا نستطيع ان نقرر احاسيسنا اونعرفها قبل حدوثها لكن نستطيع ان نتعامل معها. كما قال ارسطو: أن يغضب أي إنسان، فهذا أمر سهل.. لكن أن يغضب من الشخص المناسب، وفي الوقت المناسب، وللهدف المناسب وبالأسلوب المناسب.. فليس هذا بالأمر السهل..